دراسة المُقدَّس بوصفها أفقًا إنسانويًّا جديدًا
عن مقاربة ميرتشيا إليادي في تاريخ الأديان
DOI:
https://doi.org/10.17879/mjiphs-2022-3905الكلمات المفتاحية:
ميرتشيا إليادي، مقدس، دنيوي، إنسانوية جديدة، تاريخ الأديانالملخص
كيف يُـمكن استعادة المعنى في حياتنا الراهنة؟ إنَّه السؤال المحوري الذي تتعرض له هذه الدراسة، مُوضحةً أنَّ إحدى سبل الإجابة تكمن في الإمكانات العدة للدراسة المعرفية للمُقدَّس في تغيير ذواتنا وفتح أفق إنسانويّ جديد، قادر ليس فقط على استعادة المعنى، بل أيضا على تجاوز مأزق العنف الدينيّ المتأسس على دعوى احتكار الحقيقة. أستند في هذه المُحاولة إلى ما قدَّمه مؤرخ الأديان ميرتشيا إليادي في دراسته للظاهر الدينيّة، سواء في علاقة المُقدَّس بالدُنيويّ، أو في مُحاولته الإجابة عن أزمة إنسان الحداثة؛ لاسيما أنَّ السعي إلى نزعة إنسيّة/ إنسانويّة جديدة، يُعد بمثابة العنصر الأساس الذي يُضفي الانسجام والتماسك على كل أعمال إليادي، بدءًا بمُحاولته النظريّة التي سعى من خلالها إلى دراسة الميثة والرمز وثنائية المُقدَّس/ الدُنيويّ؛ وانتهاء بأعماله الروائيّة والمسرحيّة التي عكستْ نظريّته في قالب قصصي. يُمكن إذن تحديد السؤال الإشكالي للورقة على النحو الآتي، كيف يُمكن لدراسة المُقدَّس بالمنهج الإليادي أن تفتح الأفق لإنسانويّة جديدة؟ وبُغية تقديم الإجابة، قُسِّمتْ الورقة إلى ثلاثة محاور، سيتطرَّق الأول إلى أزمة فقدان المعنى في الحداثة وهو الهاجس المركزي الذي تتمحور حوله العديد من أعمال إليادي؛ وسيتم التطرق في المحور الثاني إلى جدليّة المُقدَّس/ الدُنيويّ التي ميَّزت مُقاربته للظاهرة الدينيّة؛ أما المحور الأخير فسيتم تخصيصه للأفق الإنسانوي في دراسة المُقدَّس.