من (الدولة) العلمانيّة أو الدينيّة إلى (الدولة) المدنية
(سوء) الفهم المتعلّق بالمفاهيم المعياريّة الكثيفة
DOI:
https://doi.org/10.17879/mjiphs-2022-3904الكلمات المفتاحية:
المفاهيم المعياريّة الكثيفة، الدولة الدينيّة، الدولة العلمانيّة، الدولة المدنيّة، سوء الفهمالملخص
يتناول هذا البحث، تناولًا نقديًّا، بعض الإشكاليات النظرية والمنهجية، وأشكال سوء الفهم، الفعلية أو الممكنة، المرتبطة بالنقاش حول مدى (عدم) وجود توافقٍ بين الإسلام والتنوير/ الحداثة. وينظر إلى الخطاب المتضمِّن ﻟ «المفاهيم المعياريّة الكثيفة، بوصفه مصدرًا موضوعيًّا مهمًّا من مصادر (سوء) الفهم؛ حيث تخلق الازدواجية، الوصفيّة والتقييمية، المحايثة لهذه المفاهيم إشكالياتٍ نظريةً ومنهجيةً متميِّزةً يمكن لها أن تفضي إلى حصول سوء الفهم، أو إلى تمايزٍ واختلافٍ أكبر بين الأفهام والتأويلات. ومعظم أو كل المفاهيم الأساسيّة المتضمنة في النقاشات «السرمدية» الجارية، في خصوص إمكانية وجود/ إيجاد توافقٍ بين الإسلام والتنوير أو الحداثة، هي مفاهيم معياريّةٌ كثيفةٌ. ويركِّز البحث اهتمامه على مفهوم (الدولة) العلمانيّة تحديدًا، ليناقش بعض صيغ سوء الفهم في النقاشات الدائرة حول هذا المفهوم في العالم العربيّ «الإسلاماتي» من الصيغة الإيجابية لمفهوم العلمانيّة عند بطرس البستاني والصيفة السلبيّة لذلك المفهوم عند جمال الدين الأفغاني إلى «النموذج الإنسانيّ العلماني» عند صادق جلال العظم، مرورًا بالنقاشات بين محمد عابد الجابري وحسن حنفي وجورج طرابيش وعزيز العظمة وعبد الوهاب المسيري. ويحاج البحث بضرورة تفكيك التقابل المثنوي بين (الدولة) العلمانيّة و(الدولة) الدينيّة، أو إظهار تفكك ذلك التقابل. ويتناول البحث مفهوم (الدولة) المدنية بوصفه مفهومًا مفكِّكًا لذلك التقابل، ومتجاوزًا له، في الوقت نفسه. ويتأسس ذلك التفكيك على الاعتقاد بضرورة وفائدة خروج النقاشات الدائرة، في الفكر العربيّ المعاصر، عمومًا، من إطار التحزبات الأيديولوجية المعياريّة الخالصة التي تقسم العالم، مانويًّا، إلى ما هو خيِّرٌ وما شريرٌ، وما هو جيدٌ وما هو سيءٌ. والخروج، الجزئي والنسبي، من تلك التحزبات لا يعني نفي أو إنكار وجود بعدٍ و/ أو أساسٍ أيديولوجيٍّ لتلك النقاشات، وإنما يعني الكشف عن ذلك البعد أو الأساس، من جهةٍ، وضبطه، والبحث عن تسويغه ومسوغاته، معرفيًّا، بما يسمح بفهمٍ ذاتيٍّ أفضل، من جهةٍ، ويفسح المجال للفهم المتبادل، والتفاهم، مع المختلفين، معرفيًّا وأيديولوجيًّا، من جهةٍ أخرى. وانطلاقًا من ذلك الفهم والتفاهم، يمكن للنقاش مع الآخرين، وللاتفاق أو الاختلاف معهم، أن يكون ذا معنىً، معرفيًّا على الأقل.