نحو إعادة بناء قيم التّنوير في عالم مُتغيِّر (الجزء الأول)
DOI:
https://doi.org/10.17879/mjiphs-2022-3893الكلمات المفتاحية:
تنوير، النهضة العربية، مثاقفة، عالم مُتغيِّرالملخص
ننطلق في عملنا من اعتبار أن قيم عصر الأنوار تتعرَّض اليوم لامتحانات عميقة في سياق تاريخها المحلي والكوني، وذلك بحكم الطابع العام لمبادئها، وبحكم تشابه تجارب البشر في التاريخ، وتشابه عوالمهم الروحية والمادية في كثير من مظاهرها وتجلياتها. ولهذا نُصادر في هذا العمل، على كونية مطلب الأنوار اليوم، ليس أنوار القرن الثامن عشر، بل الأنوار كما تطورت في التاريخ، مع ضرورة التمييز بين طابع المطلب في حاضرنا وثقافتنا العربيّة، وطبيعته في حاضر المجتمعات الغربية، التي رسَّخت جوانب عديدة من قيمه خلال القرنين الماضيين. لا نستكين في نظرتنا لعصر الأنوار ومكاسبه، إلى تصورات ورؤى فكرية مُغلَقة، قدر ما نسلم بجملة من المبادئ النظرية التاريخيّة العامة، التي نعدها بمثابة الروح الناظمة لخياراته الفلسفيّة، الهادفة إلى تطوير النظر في قضايا الإنسان والمجتمع والطبيعة والتاريخ. نقرأ الإسهام النظري لعصر الأنوار في سياق تطور الفلسفة الحديثة، وذلك من زاوية يتم فيها استيعاب ثورات المعرفة والسياسيّة، كما تحققت وتتحقق في التاريخ الحديث والمعاصر، وفي أوروبا بالذات موطن التشكل الأول للمشروع الأنواري، ثم في باقي مناطق وقارات العالم الأخرى بحكم شروط التحول العالمية، التي واكبت عمليّة نشر وتعميم قِيَّمِه في مختلف ثقافات العالم. ولا بد من الإشارة هنا، إلى أننا نعتني في هذا العمل بموضوع التنوير ليس باعتباره لحظة في التاريخ (عصر الأنوار)، رغم أنه نشأ كذلك. إن مقاربتنا له تستند إلى روحه، أي إلى التنوير باعتباره فعالية نظرية نقدية ما تفتأ تتأسس.